بقلم: إبراهيم عربي
في الواقع أن إتجاه السودان شرقا في علاقاته الدولية مع روسيا والصين أصبح مطلب أهله رسميا وشعبيا من واقع رعاية المصالح المشتركة وفقا لمتطلبات المرحلة في ظل التكتلات الدولية ، لاسيما وأن البلاد مقبلة علي مرحلة البناء وإعادة إعمار مادمرته الحرب من قبل المليشيات الإرهابية التي تكالبت علي السودان من دول غرب أفريقيا، دمرت المشروعات الاقتصادية والتنموية والخدمية وكل مشروبات البنى التحتية ..!.
وبالتالي لابد من تعزير الشراكة مع الصين وروسيا خاصة والدخول في تكتل البريكس (BRICS)، لا سيما وقد عزز موقف ممثلها آنا يفستيغنييفا بمجلس الأمن الدولي رغبة أكيدة رسمية وشعبية وبل تطلعات مجتمعية لعلاقات متميزة وبل شراكة إستراتيجية ..!.
اعتقد لأول تقف روسيا بقوة مع السودان لدرجة التهديد بإستخدام حق الفيتو مما أجبرت حاملة القلم بريطانيا رئيسة الدورة الحالية لسحب مشروعها بفرض قوة لحماية المدنيين في السودان وقالت ان الوقت لم يحن بعد ، بينما قالت مندوب روسيا أن بلادها ترى أن الأمر يتطلب سحب قوات الدعم السريع ووحداتها القتالية من المدن والقرى ووقف إطلاق النار، بدلا من نشر قوات دولية من الأمم المتحدة أو الاتحاد الأفريقي ..!.
وبل دافعت مندوب روسيا بقوة عن شرعية مؤسسة الجيش السودانى وقالت إنه العمود الفقري للبلاد ويجب دعمه وإحترام سيادة السودان بجانب شرعية مجلس السيادة والمؤسسات القائمة ، وأكدت مندوب روسيا في تهديد واضح وقالت أن أي تدخل خارجي مدمر في شؤون السودان صديقنا غير مقبول ..!، وقالت أن بلادها تثق في أن تحترم الأمم المتحدة سيادة الخيارات السودانية دون فرض أي قرارات من الخارج ، وقالت أن القوى المدنية التي تسمي نفسها (تقدم) لاتمثل الشعب السوداني .
بلا شك كان موقفا قويا قال عنه سفير السودان لدي موسكو محمد الغزالي التجاني سراج إنه موقف قوي داعم للشعب السوداني ومتفهم لطبيعة الوضع بالسودان ويعتبر خطوة إيجابية لأي مقترحات لإيجاد حلول عملية ويجد التقدير لأنه يجسد العلاقات بين البلدين وتطورها لشركة إستراتيجية..!.
في الأثناء حل وزير الطاقة والنفط الدكتور محي الدين نعيم محمد سعيد علي رأس وفد فني متخصص في الطاقة والنفط من الوزارة وشركات النفط بالبلاد، وقد هيأت سفارة السودان بموسكو لقاءات مثمرة للوفد تكللت بإتفاقات وتفاهمات وخاطب الوزير عدد من الدبلوماسيين والملحقين العسكريين والإداريين بموسكو مثمنا وقوف روسيا والصين مع السودان في مجلس الأمن الدولي وقال إن ذلك من الضروريات لحماية المصالح المشتركة ، مؤمنا علي ضرورة إتجاه السودان شرقا لا سيما مع روسيا والصين وتعزيز الشراكة مع روسيا لشراكة إستراتيجية ، والعمل على تطوير قطاعي النفط والغاز والكهرباء بالإضافة الى الجوانب الاقتصادية الأخرى ..!.
وجزم وزير الطاقة والنفط بأن السودان في أفضل حالاته رغم ظروف الحرب ورغم تكاليفها الباهظة ، مؤكدا تماسك القوات المسلحة ورصيفاتها من القوات النظامية الأخرى وقال إتها نجحت في تدمير أربعة أجيال من المتمردين ، مؤكدا أن البلاد تسير بخطوات الاتجاه الصحيح بعد تمايز الصفوف ، وثمن الوزير بشدة جهود السفارة في موسكو في نجاح الزيارة وتعزيز العلاقات بين البلدين وتطورها لمستوى الشراكة الإستراتيجية..!
من جانبه قال السفير السوداني لدى روسيا محمد الغزالي أن الزيارة تمثل أهمية كبرى ودفعة قوية للعلاقات السودانية الروسية بعد توقف طويل مؤكدا سعي السفارة لربط البلدين بالاستثمارات المشتركة لتعود بالنفع للشعبين لاسيما في الجوانب الاستراتيجية والاقتصادية، مشيرا لأهمية التركيز على مشاريع الطاقة والنفط والغاز في هذه المرحلة ..!.
في تقديري الخاص يجب أن تشمل هذه العلاقات المتميزة والشراكة الإستراتيجية مع روسيا والصين وغيرها من دول الشرق مجالات الثقافة والإعلام بضروبه المختلفة لما للإعلام من أهمية في مجالات تعزيز الدبلوماسية الرسمية والشعبية وغيرها وبالتالي تأتي أهمية الإعلام لربط هذه الحلقات الإستراتيجية ..!.
الرادار .. 16 نوفمبر 2024 .