قهر منتخبنا الظروف وحطم الأغلال وكسر القيود وهدم جدار الحصار ونجح في الوصول إلى دار السلام في وقت حرج بعد أن رفضت سلطات مطار دوالا الكاميروني تزويد طائرته بالوقود تنفيذا لقرار مقاطعة اليانكي لكل ما هو سوداني.
نجحت شركة بدر في تدارك الموقف وتأمين وقود الرحلة.
وصلت بعثة المنتخب قبل ساعات فقط من زمن المباراة ومع إرهاق السفر ومن دون تدريب أو تحسس أرضية الملعب نجحوا في الصمود وكسر الحصار وخطف البطاقة بركلات الترجيح.
سطر أبطال المنتخب أقوى ملحمة سيخلدها التأريخ وتأهلوا في ظروف بالغة التعقيد تؤكد أن عزم السودان قادر على تحقيق الإنتصارات في كل الجبهات رغم الحصار والكيد والترصد.
لا نعفي إدارة الاتحاد من تعريض مستقبل المنتخب في المنافسة للخطر ولكنها أقدار الله التي وضعت كل السودان في هذا الإمتحان الصعب وقد إجتاز مرحلة لتضاف لسلسة من النجاحات العسكرية والأمنية والاقتصادية والسياسية والديبلوماسية والتجارية ولن تنفصل الرياضة عنها فهى بعض من كل.
يتعين على قيادة الدولة إعادة النظر في علاقات السودان مع كثير من الدول خاصة التي لا تملك قرارها وماهي إلا ذيل بل تابع ذليا للغرب.
يجب أن تكون المعاملة على ميزان الندية وقدم المساواة… بل نتمنى التخلص من عديد العلاقات التي تشكل حمولة زائدة على السودان ولا تضيف له شيئا.
مبروك الصقور وعقبال التأهل لنهائيات (شان) التي تفصلنا عنها خطوة واحدة بتجاوز المنتخب الإثيوبي.
أقوى انتصار رغم الحصار.
اصرار فلوران !!
واصل فلوران نهجه في التعامل مع مباريات الدوري الموريتاني وتمسك به لبلوغ الغاية المرجوة من إستمراره بالمنافسة في غياب اللاعبين الدوليين وذلك بغرض إتاحة الفرصة أمام البقية ومنح عناصر الفريق أكبر عدد من الدقائق.
وإهمل ولم يركز على النتائج والفوز.. واهتم باللعب لمعرفة الأخطاء فالممارسة هي الطريق الوحيد للمعرفة وللتصحيح.
أخفق الهلال في تحقيق الفوز للمباراة الثانية على التوالي وغابت الإنتصارات الساحقة بعدد كبير من الأهداف وتلك الصورة التي ظهر بها في مستهل مشواره بالدوري وآخرها الثنائية في شباك المربخ.
عندما واجه الهلال الفرق القوية ظهرت العيوب واستعصى الفوز وتمنعت الشباك وهذا هو هدف فلوران من المشاركة… يريد الفريق التي تهدي إليه عيوبه قبل إنطلاقة مجموعات الأبطال ، ونتوقع أن الطاقم الفني وقف على الفارق الكبير بين الأساسيين والبدلاء، وبين فرق المقدمة والوسط في الدوري الموريتاني.
النتيجة تعد مفيدة للجهاز الفني لتكوين قناعات موضوعية عن بعض اللاعبين… لكنها بالحسابات الجماهيرية فهي غير جيدة حيث خيب الفريق ظن الجماهير التي إحتشدت في إفتتاح الملعب بعد طول غياب لتشاهد الهلال المرعب الذي صرع الفرق وتصدر المنافسة المحلية، وحجز مكانه في مجموعات الأبطال ولكنها رجعت تلفها الحيرة الحسرة وتعض بنان الندم.