هيئة العمليات كانت “العقدة النفسية” التي عانى منها قائد المليشيا

اللواء معتصم العمدة: حميدتي خطط للاستيلاء على السلطة بإضعاف جهاز المخابرات وحل هيئة العمليات

لواء د. امين اسماعيل مجذوب: دور الجهاز بمعركة الكرامة تركز على 3 محاور رئيسية

تقرير: أحمد قاسم البدوي
قبيل اندلاع الحرب في 15ابريل عام 2023 لعب جهاز المخابرات العامة دورا بارزا من خلال جمع المعلومات وتحليلها .
حيث كانت تقوم غرف المعلومات بجهاز المخابرات العامة بجمع المعلومات وتحليلها للقيادة لتتكشف المزيد من خيوط المؤامرة.

محاور جهود الجهاز في معركة الكرامة
ويرى الخبير العسكري اللواء م.دكتور أمين اسماعيل مجذوب أن دور جهاز المخابرات العامة في معركة الكرامة كان دورا استراتيجيا و دورا رئيسيا ينطلق من عدة محاور ، المحور الأول يتمثل في جمع المعلومات واختراق العدو المتمثل في مليشيا الدعم السريع وتحليل هذه المعلومات ووضعها أمام متخذي القرار في الوقت المناسب .
ويواصل دكتور مجذوب قائلا أن المحور الثاني تمثل في المشاركة المباشرة في العمليات القتالية كواحدة من أفرع القوات النظامية وتجلى ذلك في العمل الخاص الذي كانت تقوم به مجموعة من أفراد جهاز المخابرات في عمليات بطولية كاملة ، ويجئ المحور الثالث محور تحييد الإمدادات من الخارج وقطعها في دول الجوار وتوفير المعلومات الكاملة عنها وقد نجح جهاز المخابرات في هذا الجانب بما يتمتع به من خبرات ومعرفة بدول الجوار والدول الداعمة لمليشيا الدعم السريع وبالتالي فإن جهاز المخابرات كان دوره فعالا جدا في معركة الكرامة تجلى ذلك في امتصاص الصدمة الأولى بالهجمات التي وقعت عليه بتدمير مقاره وأكاديمية الأمن في سوبا ونهب التحركات ونهب الأجهزة والمعدات فبالتالي مثل هذه القدرة على التوافق مع الأوضاع الجديدة هي في نفسها نجاح وتعتبر إنجازا كبيرا لجهاز ذو أرث وخبرة طويلة انتقلت من أجيال إلى اجيال

هيئة العمليات:

لعب جهاز المخابرات العامة دورا بطوليا خلال معركة الكرامة حيث انضمت قوات هيئة العمليات إلى صفوف القتال وكان لها تأثير كبير في تغيير موازين الحرب في عدد من الجبهات عبر قيادتها لقوات العمل الخاص .

وتشكلت هيئة العمليات في عام 2005 واستمر عملها حتى اليوم.
يبلغ تعداد قوة الهيئة 13 ألف مقاتل وتمتلك ترسانة قوية من الأسلحة المتوسطة والثقيلة، وتلقى منسوبيها تدريبات قتالية عالية وتنتشر الهيئة في مواقع مختلفة بالخرطوم حيث مقرها الرئيسي وفي عدد من الولايات الأخرى.

قوات قتالية محترفة
أنفقت الدولة أموالاً طائلة في تدريب وتأهيل هذه القوات (النوعية) وهي قوات قتالية محترفة، وقوات قومية تحتوي علي كل مكونات المجتمع السوداني العريض، دربت هذه القوات تدريباً عالياً وتقني، فقد
تم تدريبها علي مكافحة الارهاب وحرب المدن، كما تم تدريبهم علي صنع وتفكيك القنابل وزراعة وتفكيك الالغام، وحصلت هذه القوات على تدريب خارجي متقدم منه تدريبهم تحت ايدي خبراء وحدة مكافحة الارهاب السعودية.
ولعبت هذه القوات دورا كبيرا في مكافحة التهريب والتصدي للهجرة غير الشرعية.

حل الهيئة:
يقول الخبير العسكري د. امين اسماعيل مجذوب أن قرار حل هيئة العمليات كان في وقت معين في وجود شخوص معينين لعبوا دورا في حل الهيئة.
ويرى المجذوب أن علاقة الهيئة بالدعم السريع أن مليشيا الدعم السريع عندما تم تكوينها تم ضمها لهيئة العمليات لذلك هناك عقدة نفسية من قيادة المليشيا تجاه هيئة العمليات أم الأمر الثاني معرفتهم بأمكانيات وقدرات هيئة العمليات لذلك كان الاصرار على حلها و ادخال مسألة الحوب والمرتبات والأموال حتى الصدام الذي حدث بين الأفراد والقوات التي أتت لاستلام المقار كان مقصود وكان لمليشيا الدعم السريع وقائدها دور كبير في أحداث هذه الفتنة افتكر إن هيئة العمليات عادت بنفس القدرة وبنفس الحماس وبنفس العقيدة القتالية ولها دور كبير جدا في معركة الكرامة اي تاثير على مؤسسات الدولة كان للدعم السريع دور كبير في ذلك لا بد من مرآة ان هناك استراتيجية للأمن القومي السوداني.

إضعاف القوة:
الخبير العسكري اللواء معتصم العمدة يقول أن المخطط كان أضعاف هيئة العمليات الذي سيساهم بدوره فى أضعاف القوة العسكرية للدولة ولذلك اندفع حميدتى لإنجاز الفصل الختامى من طموحه القاتل وحسب ان الأوضاع مهيئة للاستيلاء على السلطة بسهولة ويسر فى ظل أضعاف جهاز الأمن والمخابرات والحد من صلاحياته وتكبيله وتعديل قانون.
ويستطرد اللواء العمدة في حديثه مشيرا أنه وبعد أن تلقى قائد الدعم السريع الضوء الأخضر من حلفائه ومحرضيه السياسيين وشركائه القبليين وكفلائه الخارجيين انغمس فى حرب ضروس المدمرة ضد الدولة ومكوناته من سلطة سيادية وموارد وبنى تحتية ولم يستثنى المواطنين الابرياء.
غافلا حقيقة ان جهاز الأمن والمخابرات جهاز وطنى ومهنى ومدرب على أسس عالمية حديثة و متماسك فبالرغم من ماتعرض له من حل لهيئة العمليات وتشريد قياداته وكوادره الخبيرة واذلالهم بالمحاكمات المفتعلة ظل الجهاز وفيا لوطنه ولدولته فعندما أشعل حميدتى التمرد تنادت قيادة وقواعد الجهاز وسكبوا خبرتهم العسكرية والاستخبارية دما وعلما للدفاع عن الوطن وصاروا سندا للدولة فى كافة المجالات الاستراتيجية واستردوا معلومات الدولة وملأوا الساحات العسكرية وساهموا بخبرتهم وعلاقاتهم كجهاز مخابرات مشهود له فى المحافل الدولية فى السند الاقتصادي والتماسك الاجتماعى للدولة مما ساعد فى دحر التمرد وبدء عودة الحياة للوطن.
ويرى الخبير الاستراتيجي د.عبدالله كرامة أن دور جهاز المخابرات العامة مثل العامل الاهم في امتصاص الصدمة الأولى في الحرب من خلال تحركاته السريعة وباحترافية عالية لامتصاص الصدمة ووضع الخطط والاستراتيجيات العسكرية .
ويذهب عبدالله كرامة للقول إن أهم دور لعبته المخابرات العامة تمثل في تقليل تكلفة الحرب .

الفريق أول مفضل :
أما السيرة البعيدة للفريق اول احمد ابراهيم مفضل المدير العام لجهاز المخابرات العامة، وفقاً لدفعته في الدراسة بالمراحل الابتدائية والثانوي العام والعالي، تقول انه جلس لامتحان الشهادة السودانية 1980، ومنها غادر للقاهرة المصرية حيث تخرج من كلية التجارة بجامعة الزقازيق 1985، ثم التحق بالعمل في المؤسسات الخاصة والمنظمات بالخرطوم والولايات ثم اوغندا وتنزانيا، ومن ثم التحق للعمل بجهاز الأمن والمخابرات في منتصف تسعينيات القرن الماضي، حيث تقلد مسؤولية عدد من الإدارات بالجهاز، منها إدارة المخابرات الخارجية، وإدارة الأمن الاقتصادي لنحو عامين، وهي الإدارة ذات الصلة الوثيقة بالشأن الاقتصادي، ولها دور كبير في صنع السياسة الاقتصادية بالدولة، ويصف محدثي الفريق المفضل بالرجل الهادي، وأنه طيب المعشر، وليس رجل مؤامرات.
وجاء اختياره مديرا لجهاز المخابرات العامة بناءا على الشخصية القوية التي كان يتمتع بها وبناءا على القدرات الكبيرة التي كان يتمتع بها منها قدرته على التعامل مع أحلك الظروف والمواقف.
ومهما يكن من حديث تظل كثير من القصص والأحداث عن الدور الفعلي لجهاز الامن والمخابرات في معركة الكرامة روايات بين مجلدات الملفات السرية تتكشف يوما بعد يوم لتظل حكايات توثق الدور البطولي للأجيال.