حادثة اغتيال المعلمة ندى إبراهيم بالمسيد في ولاية الجزيرة

Spread the love

بقلم: هاشم بندي

يقول الله تعالى في محكم تنزيله: (ولنبلونكم بشئ من الخوف والجوع ونقص من الأموال والانفس والثمرات وبشر الصابرين الذين اذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون) صدق الله العظيم
(إنا لله و إنا إليه راجعون).
عندما كانت مظاهرات الطلاب والطالبات بادرة من بادرات شعلة النضال الوطني تذمرا واحتجاجا وتعبيرا عن رفضها لسوء سلوكيات وأداء الحكومات العسكرية من حيث انتهاكاتها لحقوق الشعب العامة وتكبيلا للحريات وتكميما للافواه لمنعها عن الإفصاح بالحق وابانة الحقيقة.كانت حكومات الديكتاتورية والجبروت والطغيان والصلف والعنجهية؛ ترد بدورها على هذه الاحتجاجات في محاولات بائسة منها يائسة للتصدي لها بوسائل متنوعة من التهديدات والقمع تشمل في ما تشمل من الغازات المسيلة للدموع والضرب بالسياط والهراوات كذلك بالقبض والاعتقال لبعض الأفراد من أولئك الثوار النشطاء، ولما يبلغ الأمر ذروته ويعجزون عن خمده يطلقون النار عشوائيا على جموع المتظاهرين فيسقط من بينهم شهداء! وههنا تتحول الهتافات وبتلقائية آنية ملازمة لحالة البشاعة والخزيء والعار إلى:

  • مقتل طالب مقتل أمة –
    أما الآن وقد وصلت البشاعة إلى منتهاها! والخزئ إلى أسفله!!والعار إلى دركه السحيق!!! فإن مقتل (معلمة) مقتل دنيا بحالها.

أو ألم يقل الله سبحانه وتعالى في محكم تنزيله: (… انه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكانما قتل الناس جميعاً…)، بلى ؛وهو جل من قائل. وبرغم بشاعة الحادثة وفظاعتها لم تحرك ساكناً في ما تدعي (امما متحدة) ولم تنبس ببنت شفة في ما حدث! وهي التي تقول أنها مقدسة للإنسان وراعية لحقوقه في هذه الدنيا فيا عجباً! ويا عجبا ! وليس هذا فحسب بل أن ضمير العالم بأسره ظل في ثبات عميق! ولم تيقظه هذه المأساة برغم ثقل وقعها الأليم على كل نفس بشرية! حتى ولو بإدانة هذا الغدر الوحشي بالإنسان وبالانسانية عل هذه الإدانة تكون بمثابة مواساة وتعزية تضمد بعضاً من جراح أفئدة مكلومة. ولكن شيئاً من ذلك لم يحدث! وأننا لنستغرب تمام الاستغراب من المجتمعات البشرية قاطبة ونخص باستغرابنا هذا المجتمع الأمريكي بالذات؛ ولماذا..؟ لأنه أدرى بقيمة (المعلم) حيث كان عندهم واينما يكون والدليل على ذلك أنه-أي المجتمع الامريكي – لما خير في ترشيح من يمثله من المدنيين في ارتياد الفضاء أجرى مسابقة – فقط – لشريحة المعلمين بعنوان: من أجل اصطحاب مدرس إلى الفضاء. والتي أعلن عنها الرئيس الأمريكي (رونالد ريغان)، قد اختار وبكل قناعة وثقة (معلمة) باعتبار أنها من أعظم رموزه البشرية والتي خصها بهذه المسابقة، وقد أعلن عن فوزها الرئيس الأمريكي (جورج بوش) في حفل خاص أقيم في البيت الأبيض في عام ١٩٨٥؛ من بين (١١ ألف متقدم) وهي المعلمة (كريستا ماكو ليف). ولكن قدر الله وماشاء فعل. فقد انفجر ماكوك الفضاء (تشالنجر) عند لحظة انطلاقه في يناير ١٩٨٦ ليتوفى جميع من كانوا على متنه. وبعد ذلك الحادث الذي توفيت فيه (المعلمة) كريستا ماكو ليف ؛حصلت- تقديراً ووفاء – على ميدالية الشرف للكونغرس في عام ٢٠٠٤.

إننا لجد محزونون لهذه الكارثة وتلك البلوى الكبيرة والتي أودت بحياة رمز من أميز رموزنا البشرية هي المعلمة الشهيدة (ندى إبراهيم) تلك المربية الفاضلة. ولكن بقدر ما نحن محزونون لفراقها ؛ إلا أن حزناً عميقاً سيظل باقيا في نفوسنا ما بقينا نستغفر الله ل (ندى). هو حزننا لموت الضمير الإنساني العالمي والذي لم يدين هذا السلوك ؛ ولم يوصم مرتكبيه بالإرهاب والتوحش وتجريدهم عن الإنسانية ولفظهم من مجتمع البشر ٠
وبعد فعزاؤنا الوحيد والذي هو غاية العزاء ؛ وبكل يقين المؤمنين بقضاء الله وقدره أن شهيدتنا (المعلمة ندى) قد باتت في ليلتها تلك في سدر مخضود وطلح منضود بين حور عين كأمثال اللؤلوء المكنون؛ طالما تأست في عملها ورسالتها برسولنا الكريم – عليه أفضل الصلوات وأزكى التسليم- والذي قال:(إنما بعثت معلماً).
والله وليها وولينا وإليه النشور .
هاشم بندي/ المدير الإداري لمدرسة kips العالمية الخرطوم/ فرع القاهرة

aboody

Related Posts

إبراهيم شقلاوي يكتب (وجه الحقيقة): الناس يعودون إلى بيوتهم.. بينما المليشيا تعمل بصمتها في المكان

Spread the love

Spread the loveعاد الأمن والاستقرار إلى محليات أم درمان وكرري وبعض الأجزاء من محلية بحري، الناس سعداء لأول مرة بعودة مظاهر الحياة المدنية والاجتماعية، سعداء بوجود الشرطة في الأسواق والشوارع الرئيسية والطرقات، سعداء برجل المرور وهو ينظم حركة المركبات ويحرر إيصال المخالفة، حدثني أحد الأصدقاء الذين عادوا مؤخرًا إلى مأمنهم في أم درمان، عندما رأى رجل المرور في أحد التقاطعات داخل أم درمان لم يتوجس خيفة أو…

إبراهيم شقلاوي يكتب (وجه الحقيقة): رغم الإطاري.. صورة تصنع الدهشة وترسم ملامح اليوم التالي للحرب

Spread the love

Spread the loveبالأمس ظهر قائد الجيش فخامة الرئيس عبد الفتاح البرهان في مقطع فيديو مؤثر جدا تداوله رواد التواصل الاجتماعي والسودانيين بأعجاب كبير، حكي عن مدى المسؤلية الأخلاقية والأمنية و السياسية ، تجاه المواطن السوداني، حيث احتضن القائد في تلك الصورة المعبرة أحد المواطنين الذي كان يتوكأ على عصاته متألما ، منعته المصافحة من حيث يقف ، مضي القائد نحو الرجل في حنو دافق واحتضنه بين دموع…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

You Missed

رئاسة قوات الشرطة تعلن عن استيعاب ضباط مهنيين بإدارة الخدمات الصحية

  • من aboody
  • أكتوبر 16, 2024
  • 4 views
رئاسة قوات الشرطة تعلن عن استيعاب ضباط مهنيين بإدارة الخدمات الصحية

إبراهيم شقلاوي يكتب (وجه الحقيقة): الناس يعودون إلى بيوتهم.. بينما المليشيا تعمل بصمتها في المكان

  • من aboody
  • أكتوبر 15, 2024
  • 4 views
إبراهيم شقلاوي يكتب (وجه الحقيقة): الناس يعودون إلى بيوتهم.. بينما المليشيا تعمل بصمتها في المكان

البرهان يهنئ المنتخب الوطني بالفوز على غانا ويقول: كنتم وستظلون الأمل والفرحة

  • من aboody
  • أكتوبر 15, 2024
  • 5 views
البرهان يهنئ المنتخب الوطني بالفوز على غانا ويقول: كنتم وستظلون الأمل والفرحة

زرع الفرحة وسط السودانيين.. منتخبنا الوطني يسقط غانا بثنائية ويقترب من نهائيات الكان بالمغرب

  • من aboody
  • أكتوبر 15, 2024
  • 6 views
زرع الفرحة وسط السودانيين.. منتخبنا الوطني يسقط غانا بثنائية ويقترب من نهائيات الكان بالمغرب

رئاسة قوات الشرطة تعلن رغبتها في استيعاب ضباط مهنيين بادارة الخدمات الصحية

  • من aboody
  • أكتوبر 15, 2024
  • 8 views
رئاسة قوات الشرطة تعلن رغبتها في استيعاب ضباط مهنيين بادارة الخدمات الصحية

التوقيع على اتفاق للتعاون بين جامعة المشرق وكلية دار العلوم والتكنولوجيا

  • من aboody
  • أكتوبر 15, 2024
  • 8 views
التوقيع على اتفاق للتعاون بين جامعة المشرق وكلية دار العلوم والتكنولوجيا
error: Content is protected !!