في ظل تعثر جميع المبادرات الرامية لوقف الحرب في السودان وتطاول أمد الحرب.. وعدم قدرة الوسطاء للضغط على متمردو الدعم السريع لتنفيذ إتفاق جدة للترتيبات الأمنية الموقع في 11 مايو من العام الماضي .. وعدم تقدم المبادرة المصرية خطوات جديدة نحو وقف الحرب وإستعادة الأمن في السودان.. تطل مبادرة جديدة من الرئيس سلفاكير رئيس دولة جنوب السودان والتي لم تتضح بعد ملامحها أو ربما احتفظ الطرفان بتفاصيلها إلى حين الإعلان عنها.. إلا أن الحديث عنها كمبادرة وترحيب الحكومة السودانية ممثلة في فخامة الرئيس البرهان بها.. يفتح باب الأمل للسودانيين من جديد في وقف الحرب وإستعادة السلام والأمن.. على إعتبار أن جوبا لديها خصوصية في نفوس السودانيين إذ يرونها جزء من البيت السوداني الذي مايزال هناك نفاج مفتوح على مصراعيه بين شعبي البلدين .. كما أن جوبا سبق أن أنجزت في أكتوبر من 2020م توقيع إتفاق السلام بين الحكومة السودانية وعدد من الحركات المسلحة.. لحل عقود من الصراعات في دارفور وجنوب كردفان وجنوب النيل الأزرق والتي أدت إلى تشريد الملايين ووفاة مئات الآلاف.. لم يستبعد المراقبين أن يكون في جوبا مفاتيح الحل لإيقاف الحرب في السودان.. وذلك لإعتبارات كثيرة تجعلها أكثر تاهيلا من غيرها من العواصم في حال تدخلت لإحلال السلام في السودان.. باعتبار جوبا ليس لديها أجندة سياسية في حرب السودان.. ولم تكن طرفا فيها ولم تكن جزء من المقدمات التي أوصلت السودان إلى الحرب.. كما أنها تنظر للقوى السياسية السودانية جميعها بمنظار واحد لايختلف عندها القوى التقليدية أو القوى الحديثة التقدمية أو القوى الإسلامية إذ أنها كانت في يوم من الأيام ضمن هذا النسيج الوطني الذي تعرف خباياه وأسراره جيدا وتعرف كيف تدير خطاب متوازن بين جميع مكوناته لإيقاف الحرب وإستعادة السلام..بالنظر إلى ذلك أعلنت دولة جنوب السودان موافقة رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان على مبادرة الرئيس سلفا كير ميارديت للتوسط لحل النزاع في السودان.. هذا و حسب موقع أخبار السودان فقد أجرى الرئيس البرهان مباحثات مشتركة مع سلفاكير في جوبا أمس الإثنين تناولت الوضع في السودان وإتفاقيات السلام المتجددة في دولة جنوب السودان، إضافة إلى ترتيبات استئناف تصدير النفط عبر الموانئ السودانية.. وقال وزير الخارجية السوداني المكلف حسين عوض.. في تصريح صحفي إن البرهان وسلفا كير اتفقا على فتح ممرات إنسانية لنقل الإغاثة للمتضررين من الحرب في السودان من جنوب السودان إلى مدينة كادوقلي بولاية جنوب كردفان.. هذه التفاهمات التي تمت بين الرئيس البرهان والرئيس سلفاكير تؤكد أن هناك ثقة بين الطرفين تجعل جوبا مؤهلة في حال بدأت اتصال مع متمردو الدعم السريع للوصول إلى حلول ملزمة بوقف الحرب والانتقال لليوم التالي.. كذلك رشح حديث خلال الفترة الماضية عن زيارة قام بها قائد ثاني التمرد عبد الرحيم دقلو إلى جوبا وقد مكث فيها يومان.. كذلك من المهم أن نشير إلى أن جوبا قد بدأت تهييء نفسها للعب هذا الدور من خلال موقفها الحاسم والواضح بتشديد منع إجراءات تهريب الوقود و الإمداد العسكري إلى داخل السودان عبر حدودها مع السودان.. أيضا هناك ملاحظات مهمة صاحبت زيارة البرهان لجوبا بالأمس . الرئيس البرهان كان مرتاحا للزيارة غير متوتر ولم يبدو شارد الذهن بل كانت الإبتسامة تملأ وجهه.. وهذا ربما لثقته في الرئيس سلفاكير لأن مثل هذه الزيارات من العادة يسبقها اتصال وإحاطة بالأجندة وتنسيق للمواقف.. وقد ظهر ذلك في تفاصيل التغطية الإعلامية الواسعة التي صاحبت الزيارة.. كذلك إذا نظرنا إلى طاولة الإجتماعات وطبيعة الوافدين نرى أن وفدي الدولتين الحاضرين للإجتماع كان معظمهم من القادة العسكريين و الأمنيين.. كأنما فعلا بحثا أمر الحرب والدور المحتمل في المستقبل القريب لجوبا.. عليه يظل وجه الحقيقة في أهمية الذهاب إلى أي مبادرة بقلب مفتوح وذهن صافي بعيدا عن التأثيرات الاقليمية والدولية.. طالما أنها تمضي تجاه حقن دماء السودانيين وإستعادة الأمن والسلام.. وهذا بالتأكيد لاينقص من عمليات الجيش السوداني الحاسمة في ميدان القتال لدحر التمرد و إستعادة الأمن والسلام .
دمتم بخير وعافية..
الثلاثاء 17 سبتمبر 2024 م. Shglawi55@gmail.com
(ضل التاية) بروفيسور ابراهيم محمد آدم: ألهذا جئت يا بريللو؟!
Spread the loveالمندوب غير السامي الأمريكي للسودان الذي سمي بالمبعوث هو امتداد لذات النمط الاستعماري الغربي الذي كان يسمي مناديبا في بعض الدول في ظل وجود سفراء وهذا نهج للاسف وافقت عليه حكومة الإنقاذ السابقة ولا يزال البلد يتجرع اليوم سمه زعافا.وما كان مبتدأ أن توافق الحكومة على استقبال مثل هؤلاء المندوبين الا في اطار المعاملة بالمثل وما أكثر المشاكل التي تعانيها امريكا وتتطلب ذات المكيالولسان حال…