من كرري: د.محمد أبوحنان يروي مشاهد من الثبات في يوميات الحرب وتدمير المستوصف الخاص به
من أم روابة: قصة اغرب اتفاق مع المليشيا بغرض «الحماية».. والناس نزحت لمناطق سيطرة الجيش
من مروى: الاوضاع آمنة.. السلع متوفرة.. أزمة سيولة نقدية وقلق موسم البلح
من حلفا: ترحيب بالنازحين وبشريات الانتاج الوفير.. والجيش «عين لاتنام»
*إعداد: محجوب أبوالقاسم*
في خضم أتون الحرب التي اجتاحت السودان يعيش المواطن في الولايات واقعا شديد القسوة ومعاناة لاتنتهي، وتتجاوز هذه المعاناة اليومية حدود التحمل والصبر الا انهم تحملوا هذه الصعاب وتغلبوا عليها.
بينما تتكسر ملامح الحياة الطبيعية يبقى المواطن في قلب المشهد مضحيا بكل ما يملك في سبيل الحفاظ على كرامته ووجوده.
بين الصمود في وجه الأزمات الاقتصادية، والأمل في غد أفضل ومشرق، تبرز التضحيات التي قدمها المواطن كرمز للثبات والإرادة التي لا تنكسر، رغم قسوة الحرب وتعقيدات الواقع، هنالك شخصيات نحتت اسمها بأحرف من ذهب نستنطق منها نماذج في هذه المساحة لننقل وقائع من حياة “الناس والحرب”.
*د.محمد ميرغني (ابو حنان): مستوصفي دمر تماما*
قال الدكتور محمد ميرغني احمد حسين (ابوحنان) اختصاصي المختبرات الطبية بجامعة السودان
المدير العام لمجمع ابوحنان الطبي والمدير العام لمجمع ابوروف الطبي وممثل اللجنة الطبية والامداد الدوائي بمحلية كرري: تفاجأنا بالحرب بدون اي مقدمات أو علامات تنذر باشتعال الحرب في السودان وكنا كالعادة في العمل الساعة السابعة صباحا في مجمع ابوروف الطبي صينية كبري الحلفايا نؤدي عملنا وواجبنا تجاه شعبنا، تفاجأنا بعربات الدعم السريع تحاصر المنطقة بكميات كبيرة وقاموا باخلاء العيادات وحاصروا المنطقة بكمية كبيرة وعتاد كبير من كافة انواع الاسلحة.
واضاف ابو حنان بأن هذه القوات قامت بإطلاق الذخيرة تجاه معسكر المساحة وحدث هلع للمواطنين وفروا خوفا من إطلاق الأعيرة النارية والذخيرة.
ويضيف ابو حنان: نحن مكثنا ولم نبارح محلية كرري منذ بداية الحرب حتى الآن ولن ابرحها ابدا بإذن الله.
*ثبات الجيش*
روى لنا الدكتور محمد ميرغني بأن القوات المسلحة السودانية استبسلت خصوصا الهجانة والفرقة التاسعة المحمولة جوا بعدد بسيط جدا تجاه تلك القوات، شاهدنا المعركة من خلف الشبابيك والاسطح وبعد ذلك تحركت القوات الجوية سندا لقوات المشاة وانتصرت في تلك المعركه وسط استشهاد عدد كبير من القوات المسلحة تقبلهم الله شهداء ورحمهم رحمة واسعة.
*الخوف والثبات*
كان الخوف يدب فينا لكن ثبات فرسان الجيش فى المعركة وعدم تكافؤ استعداد الجيش بالمتمردين ترك فينا اليقين بأن هولاء الرجال يستحقون التكريم والثبات وفعلا ثبتنا، بعد تلك المعركة التي حسمت خلال ثلاثة ايام بعدها تحركت الى منزل شقيقتي في الرياض الثورة وتفاجأت في الاخبار بأن مستوصف ابوروف الطبي الخاص بي دمر تماما وشاهدته في الميديا، أصبت بالحسرة والزعل والألم لانه كان جديدا لم يمضي على افتتاحه سوى ثمانية أشهر ، لكن قدر الله ماشاء فعل واستغفرنا الله سائلين العوض الجميل واليقين والثبات.
مكثت في منزل شقيقتي ثلاثة ايام ثم رجعت الى منزلي وسط دهشة مماحدث ولم اجد اي مواطن في الشارع غير الارتال العسكرية للقوات المسلحة وذهبت إلى المركز ولم اجد اي شي وعرفت نفسي لإرتكاز الجيش بالصينية وسمح لنا بالدخول وحملنا ماتبقى من أجهزة بسيطة وشهادات وفقدنا الكثير من الأجهزة والمعدات بسبب قصف المركز من قبل القوات المتمردة.
*رحلة العودة للمنزل والمجمع*
بعد عودتي الى منزلي بالواحه مربع 10شارع الوادي لم اجد في الحي سواء 8 اسر بدأنا نقتات سويا مما تبقى من احتياجات رمضان وبدأ التكافل المجتمعي “انت عندك رز انا عندي عدس واحد عندو دقيق”.. وهكذا، وسبحان الله كان كرم الله ولطفه علينا.
بدأ الوضع يسوء من عدم الاكل والغذاء وندرة في السيولة بسبب انقطاع الانترنت.
ومن هنا تحيتي “للزبادي الروب وملاح الروب للوقفة الوقفها معانا”!!.
بعد ذلك ذهبت الى شارع الشنقيطي صابرين وكان الوضع مختلف تماما الحمد لله ولطفه بدأنا في نضافة العيادة الثانية بمجمع ابوحنان الطبي بالثورة 37 شمال تقاطع صابرين، كان برفقتي المدير الإداري للمركز بهاء الدين حمزة سيد احمد ومن هنا ارسل له السلام والتحايا وكان لي سند حقيقي في تكملة المشوار.
كنا في حالة احباط شديد وخوف على الاسرة لأن التدوين كان بصورة يومية أكثر من 70 دانة ويبدأ الساعة 12ظهرا يعني “انا لازم اشتغل من الصباح والحق اولادي في البيت من التدوين والرعب مع ثبات عجيب والله معانا والحمدلله”.. شاهدنا الأعضاء أشلاء وموت الاطفال وعساكر الجيش بسبب هذا التدوين البغيض بالفعل مأساة مبالغ فيها.
*رحلة كفاح*
قال الدكتور محمد ابو حنان “أترابطنا انا وبهاء ودكتور احمد محمد خبير .. وهو طبيب ذي الرسلو لينا ربنا ينقذنا وهو جاء من منطقة بيت المال نازح في الثورات وكانت عندنا مشكلة ادارية لعدم وجود أطباء بدينا نتكاتف يوم ليهو ويوم عليه ويوم لينا”.
بدينا العمل وبدينا نشتغل وماكان في مراكز كتيرة فاتحة من اول اسبوع والحمد لله بتوفيق من رب العالمين اتوفقنا لان المركز قديم وزبائنه ثابتين واتكاتفنا نحن والمرضى والحمد لله اتوفقنا بدينا نحس بمعاناة المرضى وظروفهم من ارتفاع أسعار المواد والندرة واستغلال التجار
قمنا بالتواصل مع قادة الجيش وقاموا بدعمها والحمدلله الامور اتسهلت.
*انشطة طوعية*
اضاف دكتور محمد ميرغني ابو حنان قائلا
بدينا نحس بمعاناة سكان مناطق النزوح والحروبات في أمبدات وامدرمان وغيرها وتوجهنا لدور الايواء
حيث أقمنا 182يوم خيري منذ تأسيس المركز في 2010/7/15 من كشف وفحوصات مجانا وكشف وفحوصات بنصف القيمة واستخرجنا تأمين طبي عائلي مجانا بالاضافة الى مشاركتنا في اكتر من 80 محفل في محلية كرري وشكرا للدكتور عثمان مدير محلية كرري وحدة سوق صابرين كان سند حقيقي لنا وقدم الكتير
وتمت دعوتنا للمشاركة في الدعم والإسناد الدوائي لسلاح المهندسين وحركنا قافلة تجار سوق صابرين لمكتب الوالي الاخ الهمام احمد عثمان حمزه الوالي الذي لاتسع الكلمات لشكره لتفانيه في عمله وحبه لمواطني الولاية وقدم الكثير للجيش الابيض ومواطن كرري.. شاركنا مع منظمة صحة وعافية الطبية الخيرية وقدمنا خدمة طبية الكشف والفحوصات والمنظمة قدمت الختان واعطت ما اعطت شاكرين لمديرها السلطان العطبراوي الأمين العام للادارات الاهلية بالسودان وكان سند حقيقي وتعرفنا على عمد وشخصيات سيادية ونظامية من قيادات وكان تكريمها من تلك الجهات الامنية والنظامية.
بادرنا بالكشف والفحوصات مجانا للقوات المسلحة والامن والشرطة ولغير المقتدر من المواطنين وبنصف القيمة لمن لايستطيع لاستمرارية الخدمة لهم.
*ظروف خدمتنا*
ويحكي الطبيب الانسان محمد ابو حنان بأنه قبل اندلاع الحرب بثلاثة ايام كان معه موظف كسلان قال لهم انه سيطلب طلبية كبيرة مرة واحدة من المستلزمات الطبية بسبب ارتفاع درجات الحرارة في النهار وهو صائم، عارضناه لكن فرض رأيه علينا واتى بالطلبية وبعدها اندلعت الحرب والحمد لله طلبية المعمل كانت كافية لمدة تلات أشهر.
*انشطة مجتمعية*
قال دكتور محمد. ميرغني: شاركنا الإدارات الاهلية والعمد والنظار وشيوخ القبائل بالسودان لوحدة ودعم القائد الأعلى للقوات المسلحة ورئيس مجلس السيادة البرهان والقوات المسلحة والقوات النظامية الأخرى وتم اجتماع ممثلين مع الطرق الصوفية بالسودان والقسيسين لوحدة التعايش السلمي الديني، شاركنا مع مجلس عموم النوبة وكان الدعم والسند الحقيقي للقوات المسلحة لهم التحية والتقدير وعمدة قبائل عموم النوبة وأكدوا دعمهم وسندهم للقوات المسلحة وعقدنا مذكرة تفاهم لعلاج ابناء النوبة ممثلة في الاستاذ سلام شاويش وتم التأمين لاكتر من 200 اسرة.
وحركنا قافلة لمقاتلي الفاشر ومواطنيها الذين قاتلوا ببسالة لوحدة وعدم تقسيم غرب السودان .
*رسائل في بريد هؤلاء*
بعث الدكتور محمد ميرغني ابوحنان رسائل لعدة جهات وقال الدعم والإسناد لإخواننا في المشتركة على رأسهم القادة بقطاع الخرطوم اللواء نور الدين قائد المشتركة وتم التأمين الطبي لقواته والتحية والشكر والتقدير لوقوفه سندا مع القوات المسلحة.
التحية والتقدير لكل من وقف في صف القوات المسلحة والامن والشرطة على رأسهم القائد الوطني مصطفى تمبور الرجل الوطني الغيور كل الحب والتقدير لك ورسالتي لعناصر الدعم السريع لماذا تقاتلون قواتكم المسلحة كنا نتمنى وحدتكم في صف القوات المسلحة جيشا واحد تتباهى به وسط جيوش العالم انتم في فتنة ونتمنى ترجعو إلى صوت العقل والديار مفتوحة لكل من اراد التسليم للقوات المسلحة..
لا للحرب بعزة وكرامة الشعب السوداني وليس ذلته وإهانته لانه شعب عظيم مايستاهل شاهدنا مظاهر التراحم في التكيات شكرا
سوهندا عبد الوهاب ومهاد عصام وود الصول وغيرهم من الطوعيين الخيرين لما قدمتموه.. شكرا لكل زملائي الاطباء في مجمع ابوحنان الطبي
أصحاب الفضل الأكبر خلف الكواليس الذين يقدمون كل جميل لسكان امدرمان تحية للجيش الابيض
وحدتكم خلف القوات المسلحة واجب وطني شكرا لماتقدموه في ظل الظروف الحالية
شكرا مدير عام وزارة الصحة محمود القائم على دعمه المجال الصحي في ولاية الخرطوم
شكرا اللجنة على دعم أبناء دارفور الاستاذ شبو الاخ الرشيد الاستاذ محمود والعمد والادارات الأهلية والأمين العام مراد تيراب لدعمكم لقوافل الفاشر .
شكرا صحيفتنا العامرة المقرن للاستضافة والاخ محجوب ابو القاسم لتمثيل الدور الوطني وعكسه للمجتمع الدولي والإنساني
وشكرا لصحيفة المقرن الرائدة التي تقف مع الشعب السوداني وخلف الكواليس يعكسون الواقع المرير الذي نعيشه في ظل الحروب من خوف وهلع ورعب ابناءنا ونسائنا واخواننا وأخواتنا وأمهاتنا واباءنا
نسأل الله أن ينصر قواتنا المسلحة السودانية التي تقاتل بشرف وكرامة يضحون بأرواحهم ودمائهم رخيصة من أجل رفعة الشعب السوداني وكرامته.
*رسالة اخيرة*
ياريت كل الشعب السوداني يلتف خلف القائد العام والجندي السوداني وضباطه يقاتلون في ظروف معقدة جدا وتحسين أوضاعهم مستقبلا وترقياتهم الى الرتب الاعلى وتحية خاصة لمعلمي بلادي الذين يعملون في أوضاع سيئة جدا نرجو الاهتمام بتلك الشريحة وتعديل مخصصاتها وتعامل معاملة دستورية وصرف مرتباتهم.
تحية خاصة للمناضلة زوجتي والفارس ابني معتز كانوا سند حقيقي لي من نظافة العيادة والحمامات لموظف استقبال ربنا يحفظهم.
*شريف أحمد من ام روابة: نعيش في خوف وهلع خشية القتل*
المواطن شريف أحمد قال انه يعيش في مدينة ام روابة بولاية شمال كردفان ونزحت اليها مع اسرتي بعد الحرب بشهرين حيث فقدت عملي ومقتنياتي وكل ما املك من اثاث في منزلي بام درمان.
واضاف قائلا: حين قدمت إلى ام روابة لم تكن هناك حكومة او مصلحة او ديوان او سلطة تنفيذية ولا حتى قوات الدعم السريع بل كانت نهبا للفوضى واللصوص المسلحين ومرتادي السجون الذين فروا من سجن ام روابة وكان منهم عتاولة النهب المسلح الذين ارهقوا المدينة حتى قبل قيام الحرب اللعينة.
*غياب السلطة التنفيذية*
بعد ان غاب اي مظهر للسلطة التنفيذية ولم يعد هناك اي مصلحة حكومية بالبلاد حيث تعطلت مصالح العباد وازدادت ضراوة اللصوص وعصابات النهب المسلح استنجد اهالي ام روابة من خلال لجنة من ابنائها علي رأسهم الادارة الاهلية بمليشيا الدعم السريع التي كانت تتمركز علي مشارف الابيض بجبال الغر وعقدوا معهم اتفاق للحماية والتأمين الامر الذي مهد لها سيطرتها علي المدينة بعد ان كان يمر بها مرورا للتسوق او الاستشفاء.
لم ينصلح الحال بعد سيطرة المتمردين بارتكازاته علي طول الطريق القومي من غرب تندلتي بولاية النيل الابيض وحتى مشارف الابيض حيث ازدادت الجبايات علي المركبات العامة وما تحمله من بضائع فازدادت معاناة الناس وارتفعت الاسعار ثم فرض الجيش حصاره علي المنطقة وهجر اغلب التجار متاجرهم ونزحوا الي الولايات التي يحكم الجيش سيطرته عليها وخلت الاسواق وبارت التجارة وانحسر السوق خوفا من نهب المليشيا الذي اصبح عادة وظلت الاسواق تغلق منذ الواحدة ظهرا ويأوي الناس الي بيوتهم منذ المغرب حيث لا خروج بعدها حتى صبيحة اليوم التالي وظل المواطن يعيش في خوف وهلع خشية القتل المجاني او تسور البيوت ونزح معظم الناس وبقى من بقي في المدينة مجبرا.
الان نعيش في مدينة ام روابة بعد مرور خمسة عشر شهرا والجوع يطارد معظم اهاليها وغلاء الاسعار وانعدام الامن وتوقع النهب في كل مرة وننتظر عدالة السماء في حالة من انعدام العلاج والتعليم وغلاء فاحش لم يسبق له مثيل واذا لم يتداركنا العالم فسوف يهلك كثيرون جوعا وسوء تغذية!
*د.طارق من مروي: سيفشل موسم البلح بسبب الأمطار..*
قال الدكتور طارق عبد الله مدير تحرير صحيفة الاهرام اليوم ان الوضع المعيشي بقرى مروي افضل باعتبار إن المواطنين في الاصل مزارعين وبالتالي الخضر والفاكهة متوفرة وباسعار بسيطة مثلا (7) ربط خضرة بالف جنيه وثلاثة دست منقة ب12 الف جنيه ولكن المشاكل التي تواجه المواطنين خاصة النازحين هي الخدمات.. حيث الكهرباء والمياه غير مستقرة بالإضافة للسكن خاصا وان السيول دمرت العديد من المنازل والمرافق بجانب عدم وجود عمل فتصبح السيولة في يد النازحين والمستوطنين بسيطة لا تكفي حاجة المواطن في الاشياء الاخرى مثل السكر والزيت والدقيق وغيرها رغم ان اسعارها اقل من الخرطوم مثلا ربع القمح في الخرطوم ب17 الف هنا ب12 الف وقس على ذلك.
واضاف عبد الله بأن المواطن رغم انخفاض الاسعار لا يتوفر له المال ، وذلك الوضع سائد في كل الولاية الشمالية وكنت متواجد في مروي ومنها إلى دنقلا ومنها إلى وادي حلفا وبالعكس ولايبدوا إن المواطنين ستحل مشكلتهم فهم يعتمدون على موسم البلح وهذه المرة سيفشل بسبب الامطار التي اتلفت المحصول.
وقال طارق عبد الله بالرغم من ذلك هناك وفرة في كل شئ ولكن القيمة الشرائية ضعيفة لعدم توفر المال والمواطن لايستطيع توفير احتياجاته.
*حلفا الجديدة.. روح البشاشة وطيب الخاطر للترحيب بالنازحين*
قال الاستاذ احمد البطحاني على الرغم مما يتعرض له السودان من حرب افرزت نزوح وفقر وبطالة الا ان الحياة تمضى وبحكم تجوالنا فى كثير من المدن الامنة حطينا رحالنا بمدينة حلفا الجديدة هذه المدينة الجميلة الوديعة والتى تحتضن فى ود وتعايش كم من النازحين والقادمين اليها بحثا عن الامن ولقمة العيش.. فواقع الحراك الاجتماعى والترابط بين افراد المجتمع السودانى لم تغيب ملامحة ولم ينقطع تواصله فغالبية الاسر التى تسكن حلفا الجديدة تحتضن كم من الاهل والافراد الذين نزحوا بسبب الحرب.. صفاء النفوس وطيب الخاطر ولطيف الاجواء يدل على الترحاب والاحساس بالنازحين من قبل سكان حلفا الجديدة التى بها من الخير ما يكفى وان نزح السودان كله نحوها.. في حلفا الجديدة سوق كبير التحية لمن خططه فى ابهى صورة لم ينقصها الا فوضى الشوارع وما نالها من تشويه بسبب الامطار التى نشرت الخضرة فى ربوع حلفا..
مؤكد ان غلاء الاسعار رغم توفر السلع يخلق معاناة ترهق الكل وتحتاج الى تنافس وتكافل يستهدف المواطن البسيط من قبل الجهات المسؤلة والتى يمكن ان يكون لها دور فى تخفيف معاناة الاسعار على المواطن.
واضاف البطحاني بان الامن والامان سمه تتسم بها حلفا الجديدة فلك ان تتحرك فى كافة مناحيها وفى اى وقت دون ان تشعر بخطر فالتحية للاجهزة الامنية بمدينة حلفا الجديدة التى توفر الامن والاطمئنان لمواطنيها..
واقع المعاناة نلخصه فى غلاء الاسعار مع شح الدخل للمواطن، ان كان عاملا او مزارعا او غيره.. وموسم الخريف بحلفا الجديدة يبشر بانتاجية وفيرة فى كافة المحاصيل والتى نتمنى ان تؤتى اكلها والوطن ينعم بالامن والسلام.. التحية لمواطن حلفا وهو يحتضن اخوته النازحين.. والتحية لكافة مراكز الادارات الحكومية في حلفا والتى تنشط مجتهدة فى توفير ما يريح مواطنى ونازحئ مدينة حلفا الجديدة..جوانب كثيرة تتعلق بمعسكرات النزوح والصحة والتعليم تحتاج لوقفة تعكس ما بها نتعرض لها باذن الله فى رسالتنا القادمة عن مدينة حلفا الجديدة.. القوات المسلحة لها حضور بعين لا تنام ولا تغفل عن اى خطر يهدد امن وسلامة المدينة، التحية لهم.