تأتي زيارة فخامة الرئيس السوداني عبد الفتاح البرهان إلى نيويورك للمشاركة في أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة السنوية في السادس والعشرون من الشهر الجاري.. لتقديم كلمة السودان أمام الأعضاء.. وفقا للجدول الزمني المقترح لاجتماعات الدورة التاسعة والسبعين.. تأتي هذه المشاركة المهمة في ظروف بالغة التعقيد بالنسبة للسودانيين وحكومتهم.. في ظل حرب طاحنة منذ أبريل من العام الماضي أفقدت البلاد الأمن والسلام والإستقرار.. وكثير من الموارد الاقتصادية.. بجانب تفاقم النزوح.. والهجرة إلى خارج البلاد هذا بالإضافة إلى الأنتهاكات الواسعة التي ظل يتعرض لها المدنيين في عدد من الولايات السودانية من قبل قوات الدعم السريع المتمردة التي حاولت الاستيلاء على الحكم.. جراء انقلاب فاشل مسنود ببعض القوى السياسية الداخلية ودول إقليمية.. المهم في الأمر أن خطاب الرئيس البرهان أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة هذه المرة يأتي في ظل إهتمام مقدر من المنظمة الدولية بالشأن السوداني إلا إنه دون الطموح الشعبي وتطلعات الحكومة السودانية.. وأعني هنا أن الشعب السوداني وحكومته يتطلعون إلى دور فاعل من الأمم المتحدة يساعدهم في الخروج من الحرب الي ألسلام.. بدء بتوصيفها توصيفا صحيحا.. بجانب إحترام سيادة البلاد.. وموقف الجيش في الدفاع عنها وعن وحدتها الوطنية حسب القانون الدولي.. علي ضوء ذلك.. زار وفدان رفيعان من الأمم المتحدة السودان خلال الأيام القليلة الماضية كل على حدا برئاسة نائبة الأمين العام للأمم المتحدة السيدة- أمينة محمد- والمبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة- رمضان العمامرة- وقفوا على الوضع الإنساني في البلاد والجهود التي تقوم بها الحكومة في فتح الممرات الآمنة لإيصال المساعدات الإنسانية للمواطنين بإعتبار أن هذه المساعدات تسهم في إغاثة المواطنين السودانيين الذين تضرروا من الفظائع التي ترتكبها قوات الدعم السريع المتمردة.. مقدمين إشادتهم بالحكومة السودانية التي أبدت تعاوناََ كبيراََ مع الأمم المتحدة من أجل إيصال المساعدات الإنسانية وذلك من خلال فتحها لعدد من المعابر لتمرير الإغاثة.. بما في ذلك معبر أدري على الحدود مع تشاد.. رغم توجس حكومة السودان من هذا المعبر تحسبا لدخول إمداد للمتمردين قد يساعد في إطالة أمد الحرب ويزيد من حدة الصراع ومعاناة المدنيين.. إلا أن الحكومة تعاونت وفتحته.. حتى تقطع اي حديث سلبي حول تقصيرها في إنقاذ شعبها.. كما زار السودان أيضا المدير العام لمنظمة الصحة العالمية- تادروس أدهانوم – في وفد ضم – حنان حسن بلخي- المدير العام لمنظمة الصحة العالمية بإقليم شرق المتوسط.. زارا عددا من المؤسسات الصحية ومراكز الإيواء ومفوضية العون الإنساني وأكدا إلتزام منظمة الصحة العالمية بمواصلة عملها في دعم السودان وإسناد المؤسسات الصحية.. كما أشادا بإلتزام السودان بتسهيل عمل منظمة الصحة العالمية حتى تضطلع بدورها في دعم القطاع الصحي في البلاد.. حيث أكدت الحكومة إستعدادها لإستخدام مطار مروي وبعض المطارات الأخرى بواسطة المنظمات للمساعدة في إيصال ما هو مطلوب للمواطنين.. كذلك التزم الوفد بتأهيل بعض المستشفيات بالسودان وإيجاد الدعم المادي والتقني للمؤسسات الصحية التي تضررت بسبب الحرب نستطيع القول أن زيارة الوفدين كانت من الأهمية بمكان إذ استطاعات الأمم المتحدة من خلالها الوقوف على مدى تعاون السودان مع المنظمة الأممية كذلك حوجة السودان للأمن ومدى استعداده لدعم الجهود الإنسانية لإغاثة شعبه ورفع المعاناة عن كاهلهم في السودان وخارج السودان في دول اللجوء .. كذلك يجب أن تفي المنظمة الدولية بما طلب الشعب السوداني وحكومته بضرورة إدانة كافة الخروقات التي ارتكبتها قوات الدعم السريع المتمردة ضد المدنيين وعدم إحترامها للقانون الدولي .. كذلك ضرورة إيجاد حلول للأزمة السودانية ووقف الحرب وإيقاف معاناة السودانيين.. وذلك من خلال تنفيذ ماتم الأتفاق عليه في منبر جدة.. كذلك أهمية إستنهاض كافة المانحين والدول الفاعلة للتعامل مع الشأن الإنساني في السودان كأولوية.. بعيدا عن صراع المصالح و تقاطع الأجندات الإقليمية والدولية.. لذلك يرى عدد من الخبراء ضرورة أن يتضمن خطاب الرئيس البرهان أمام الجمعية العامة هذه الأولويات.. بالإضافة إلى أهمية شرح رؤية السودان التي تقدم بها للوسطاء حول وقف الحرب وأستتباب الأمن والسلام والإنتقال لليوم التالي.. كذلك مهم الإشارة إلى أهم مطالب السودانيين بإدانة الأطراف التي تعمل على إطالة أمد الحرب من خلال الدعم المستمر للقوات المتمردة وهي بعض دول الإقليم .. مع التأكيد على أن تدفق ذلك الدعم سوف يساهم في اذكاء الصراع ليس بالسودان وحده بل في المنطقة الأفريقية برمتها وفي القرن الأفريقي المضطرب على وجه الخصوص.. الذي يضج بالخلافات والأطماع الاقليمية والدولية.. هذا بالإضافة إلى مهددات فشل الموسم الزراعي في السودان التي سوف تنعكس على جميع دول الجوار التي تعتمد على إمداد الغذاء من السودان.. إلى جانب توقف حركة التجارة الدولية عبر المعابر بين السودان وجيرانه التي كانت تساهم في استقرار اقتصاد السودان واقتصاديات عدد من دول الجوار.. عليه يظل وجه الحقيقة في التأكيد على أن فرص السودان واسعة في الجمعية العامة للأمم المتحدة.. خلال دورة الانعقاد هذه في تحقيق عدد من المكاسب والأهداف في حال تم الأعداد الجيد وتم الإنتباه للمعاناة التي يعيشها هذا الشعب.. حيث يتطلع السودانيون إلى عقد اجتماع رفيع المستوى بشأن السودان في هذه الدورة التاسعة والسبعين للجمعية العامة للأمم المتحدة للضغط على المتمردين بوقف الحرب و الالتزام بإعلان جدة الموقع في 11 مايو من العام الماضي.. بجانب أهمية رعاية الحوار السياسي السوداني السوداني ودعم حكومة الكفاءات الوطنية اللاحزبية التي يتوقع إعلانها في الفترة القادمة للانتقال بالسودان من حالة الحرب الي السلام والأمن والاستقرار.
دمتم بخير وعافية..
الثلاثاء 10/ سبتمبر/ 2024 م. Shglawi55@gmail.com
(ضل التاية) بروفيسور ابراهيم محمد آدم: ألهذا جئت يا بريللو؟!
Spread the loveالمندوب غير السامي الأمريكي للسودان الذي سمي بالمبعوث هو امتداد لذات النمط الاستعماري الغربي الذي كان يسمي مناديبا في بعض الدول في ظل وجود سفراء وهذا نهج للاسف وافقت عليه حكومة الإنقاذ السابقة ولا يزال البلد يتجرع اليوم سمه زعافا.وما كان مبتدأ أن توافق الحكومة على استقبال مثل هؤلاء المندوبين الا في اطار المعاملة بالمثل وما أكثر المشاكل التي تعانيها امريكا وتتطلب ذات المكيالولسان حال…